الإهـــــــــداء :
إلى ذلك الشعاع الذهبي الذي أطل حينا ثم اختفى في كبد الظلام.
إلى الابتسامة العذبـــة التي أشرقت بأنوارها في فضاءات الزمن العابر ثم تبددت في غياهب الأيام .
إلى تلك الوردة التي تحمل في أوراقها روح الشمس الدافئة وفي طلعها جمال القمر الأخاذ و التي عطرت فأسكرت ثم مات أريجها على ضفاف سواقي و جداول الأحلام.
إلى القثــارة التي عزفت ألحان الربيع في ساحة النجوم الزهر فأدخلت السرور في القلوب الحزينة ثم فقدت أوتارها فناحت بلابل ألحانها على عتبة الفجر الطالع. إليك أنت حبيبتي
آه حبـيــبــتي
خيالك زار حديقتي
إستظل تحت شجرة
داعبته نسائم حبـــي
فانـــتـشى ...
فغدا روضة خضرة
فألقى برأسه على كومة زهر
فصارت صورته حلوة نظرة
وقفت أرتشف تقاسيمه
أبحر في سحره
أتلظى بنار حبه
أناديه و هو لا يسمعـني
عــيـناك بريق أمل
وميض شوقي
ينبوعا يتفجر ماءا عذبا
يروي ضمأئي
نامي بقربي لا تخاف
فمخدعك سريره قلبي
وسادته كبدي
نامي أميرتي
على تراتيل أمواج البحر الصاخب
و سنفونيات الحب الآتي
و الدفيء الساكن في آهاتي
نامي حبيبتي...
في أحشائي
ألست الدم الساري في شراييني
و الدمع الحابس في أجفاني
نامي...
فأنا مملكتك
أنا أشجارك
أنا أطيارك
أنا وشاحك
أنا الجندي الذي يحرسك
أنت فقط أبقي بقربي
لا تغادر مرفأ زمني
لا توجعيني بضربة القدر
لا تلقي بي في أتون اليأس
و ساحة الكدر
قومي فاحضنيني
ربتي علي
اسقني ماء حبك
لأحيا في جنة الفناء
دون خوف عليك و لا وجل
قومي أيتها الزهرة الناعمة
أكشفي لي أسرارك الغامضة
أمحي ما استطعت
أوجاع الأمل الخائب
ضمدي جراحي
و أحيـــيني ...
بتباريح غدك الواعد
فأنا الماضي و أنت تباشير الصبح القادم